مرحبا بالزوار ..

مرحبا بالزوار في مدونتي الأولى .. يسعدني تشريفكم وإطلالتكم .. (خالد الحربي)














الاثنين، 19 يوليو 2010

تأبين دخيل الله ..

ما لي أكتمُ حبا قد برى جسدي *** وتدّعي حب سيف الدولة الأممُ ..

اليوم .. تذكرتُ ذلك الشيخ الصالح .. حياته ولياليه .. كلامه الحسن .. وعظه الرقيق .. إيمانه العميق .. أخلاقه العظيمة .. حياته بكل تفاصيلها .. حياته التي نذرها لله .. ممتثلا قول الخليل عليه السلام: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين} .. رافقته عمرا مديدا .. عرفتهُ عن كثب .. وخبرته من قريب .. لكن الليلة .. هاجني الشوق .. وخذلني التجلد .. وفضحتني العبرات .. ترآى لي طيفه من مكان بعيد .. وهو في آخر أيام دنياه .. باسم الثغر .. منشرح الصدر .. قد علا محياه الشيب والتجاعيد والمرض .. عليه إشراقة المنتصر في معركة الحياة .. وهو في ثبات وهدوء وصدق وإيمان ..

تمرّ بك الأبطالُ كلمى هزيمةً *** ووجهك وضّاحٌ وثغرك باسمُ ..

شيخي الصالح هذا .. كان من أبناء الرعيل الأول .. قدم جدة في ثلاثينيات القرن الماضي .. عمل وتسبّب .. جدّ واجتهد .. وتزوّج .. أول عمل تعناه "الحجر والطين" أو بناء البيوت والدور .. ثم درس بالمدارس النظامية .. وتخرّج منها .. والتحق بوظيفة في "الترنك" بوزارة البرق والبريد والهاتف .. براتب مئتي ريالا في الشهر ..

كان من أساتذته في مدرسة الفلاح الابتدائية: حمزة سعداوي وسراج سمكري وطلحة الشنقيطي .. لقد كان وفيا لمعلميه إلى آخر عمره .. يذكرهم بأطيب الذكر .. وينعتهم بأحسن الحديث .. وقد أنشدني مرة شيئا مما روّاه إياه أستاذه سمكري .. فكان منه:
منا انجلى نور الهدى من مشرقٍ ومغربِ ..
ها نحن في عهد الصِّبا ..
فكلما هبَّ الصَّبا ..
هام الفؤاد وصَبا ..
نسعى لنيل المأرب ..
جبريل فينا نزلا ..
يدعو لخير نبي ..

أنشدني أيضا أبياتا لعلي بن أبي طالب – وقد حفظتها منه -:
الناسُ من جهة التمثال أكفاءُ *** أبوهمُ آدمُ والأم حوّاءُ
فإن يكن لهم في أصلهم شرفٌ *** يفاخرون به فالطينُ والماءُ
ما الفضلُ إلا لأهل العلم إنهمُ *** على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدر كل امرئ ما كان يحسنهُ *** والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

كان يأخذ القلم قبل أن يشتد عليه الباركنسون – مرضٌ يسبب رعشة لا إرادية – فيكتب بخطه الجميل بالرقعة:
الخط يبقى زمانا بعد كاتبهِ *** وكاتب الخط تحت الأرض مدفونا ..
رحم الله تلك الأكف الطاهرة .. لقد كانت حياته كلها دعوة للإخلاص .. إخلاص العبادة لله .. أفنى ثلث عمره الأخير .. يدعو إلى الله .. جاب أقطار الدنيا وأطرافها .. زاده التقوى واليسير من المتاع .. أو كما يصفه: "النية والبطّانية" .. زار الكويت والبحرين وعمّان واليمن والمغرب والسودان وجنوب إفريقية وإندونيسية والباكستان والصين وأستراليا ولندن وباريس وبلجيكا وإسبانيا .. مبلغا للدين وداعيا لرب العالمين .. لا يريد حمدا ولا مدحا ولا جزاء ولا شكورا .. بل فهم رسالته في الدنيا وأداها حتى أتاه اليقين ..

لطالما سمعته يردّد في أحاديثه ومواعظه قصة ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه التي أخرجها الجماعة .. وحديثه فيها من أشهر الأحاديث الدالة على أركان الإسلام .. وشاهد لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "بني الإسلام على خمس" .. وفي حديث ضمام بن ثعلبة تسلسل عقلاني منطقي لأركان الإسلام .. كان يسرد حديث ضمام بطوله ..

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في أصحابه، وكان ضمام رجلا جَلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، فقال أيكم بن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا بن عبد المطلب، قال: محمد؟ قال: نعم، فقال: بن عبد المطلب إنى سائلك ومغلّظ في المسألة فلا تجدنّ في نفسك، قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك، قال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا؟ فقال: اللهم نعم، قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: اللهم نعم، قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نصلى هذه الصلوات الخمس؟ قال: اللهم نعم، قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص، قال: ثم انصرف راجعا إلى بعيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة ...

ثم كان يكمل الحديث في قصة ضمام مع قومه .. وفيه: فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى، قالوا: مه يا ضمام، اتق البرص والجذام! اتق الجنون! قال: ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله عز و جل قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، إنى قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما. قال: يقول بن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة ..

رضي الله عن ضمام .. ورحم الله دخيل الله ..

ظل محافظا على الفرائض الخمس .. داعيا لها وحاضا عليها طول حياته .. لم يتخلف عنها أبدا .. عرفته الناس .. في "كيلو ثلاثة" وحي الجامعة و"كيلو سبعة" إلى حي الربوة أخيرا ..

أعجب ما في حياته .. قيام الليل وتلاوة القرآن .. مذ عرفته ودأبهُ قيام الليل .. ما تركه ليلة .. بل قيام الليل عنده قطعة من يومه .. حتى بعدما احدودب ظهره .. ورقّ عظمه .. وثقلت حركته .. ظل ملازما له .. كان لا يستوي قاعدا .. إلا أنه يتطهر ويتوضأ في وقت طويل .. ثم يسأل من حوله أن يضعه على كرسيه المتحرك ويوجهه قبل الكعبة .. فيشرع في صلاته .. ثم يرتخي رأسه .. ويظل يجاهد نفسه طوال الليل .. يمكث ساعة ربما لا يجاوز فيها الفاتحة .. لضعفه وونيه .. واشتداد الباركنسون عليه .. يذكرني حاله دائما بقول حسّان في عثمان بن عفان رضي الله عنهما:
ضحّوا بأشمط عنوان السجود بهِ *** يقطِّع الليل تسبيحا وقرآنا ..

أعجب من ذلك .. أنه لم يؤذن المؤذن في مسجد الحي إلا وهو على عتبات باب المسجد .. يدفعه أحد بنيه أو خادمه بكرسيه المتحرك .. الذي غدا رمزا ككرسي أحمد ياسين .. رحمه الله .. رغم كبره ومرضه .. إلا أنه كان آية في حضور الفريضة .. حاثا وحاضا على الصلاة بفعله ..
يفرحُ أهل المسجد حين يرونه قادما لموضعه من المسجد .. يأتيه أناسٌ يعرفهم وأناسٌ لا يعرفهم فيسلمون عليه .. كانوا يتعاهدونه بالسلام والتقبيل .. حبا لله وفي الله .. لقد أحبته الناس وأهل الحي وكل من رآه .. {وألقيت عليك محبة مني} .. كان هناك شيخٌ مسن له كرسي يقتعده في ناحية المسجد .. كان أكرمه الله يعد السلام على دخيل الله سنة من سنن الصلاة لا تكمل إلا بها .. من شدة محبته له ..

وفي طريقه للمسجد كان يأمر خادمه بصرف ريالات مفرّقة .. ليتصدق على السؤّال والمحاويج في طريقه .. لا ينسى ذلك أبدا .. رغم تواضع راتبه التقاعدي .. أذكر أنه بعد وفاته بأيام قلائل .. جاءت حجة سوداء تبيع الحلوى والفصفص .. كانت دائما تجلس أمام مدرسة ابتدائية على طريقه للمسجد .. جاءت تسأل عنه .. ثم ارتاعت حين علمت بوفاته فعزتنا .. ودعت له بخير ..

حين يحلّ وقت كراء داره القديمة في رمضان من كل عام .. يأتيه المال وهو قعيد في كرسيه أو طريحٌ في فراشه .. فيأمر من حوله بتفريقه بين فلان وفلان .. ذاهلا عن نفسه ودنياه فانيا في معاده وأخراه ..

ولو لم تكن في نفسه غير كفّه  ***  لجاد بها فليتّق الله سائله ..

كان محبا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. دائم السماع لكتب الحديث والسير والفقه والتفسير .. ما جالسه أحد من محبه وذويه إلا أومأ إليه بكرسي الكتب في جواره ليقرأ له شيئا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ومما قرأنا سويا .. سيرة ابن هشام .. مرات .. وقطعا من تفسير ابن كثير .. وأجزاءا من تفسير أبي المظفر السمعاني .. ورياض الصالحين .. ومختصر الزبيدي للبخاري .. وفقه السنة .. في كتب كثيرة .. أجزاء ومفردة .. كان لا يشبع من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا ..
ترك اللذات فهمّته *** علمٌ يرويه ويسندهُ ..

أما تلاوة القرآن .. فعند عودته من صلاة الفجر .. يتناول شيئا من الخبز الأسمر مثرودا بالحليب والحبة السوداء .. ليسهل بلعه .. ثم يأمر الغلام .. أن يجعل عن يمينه مسندا وعن شماله مسندا .. وكرسي المصحف أمام عينيه يضع عليه كتاب الله .. فيقرأ منه .. كان يجهد في القراءة بسبب المرض .. بعد أن كان إمام مسجد أيام شبابه وكهولته ينهل من كتاب الله ويرتله .. كان آخر حياته كأنما ينظر في صفحة واحدة ثم يميل على أحد جنبيه فيغفو .. ثم يفيق ثم ينظر في المصحف وهكذا حتى تمضى ساعته المخصصة للقراءة فيساعده الخادم للاستلقاء على طرّاحته .. فيأمره أن يدير جهاز تسجيل قريب منه على سورة البقرة بصوت عبد الودود حنيف أو محمد الدبيخي .. التي قرئت عنده في سنياته الأخيرة مئات المرات ..

لقد أقعده المرض وجعله طريح الفراش عامة وقته في آخر عشر سنين من حياته .. ومراتٍ يجد خفة فيقف متوكئا على أحد ويمشي متهاديا لمسافة قصيرة .. ظل صابرا محتسبا .. يذكرني حاله بحال الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه .. الذي أمضى ثلاثين سنة على السرير .. أقعده المرض ..

كان لا همّ له إلا الدِّين .. وإدخال الدين في حياة الناس .. يزوره أحبابه وأصحابه من كل مكان .. ومن شتى أصقاع الدنيا .. تجد بينهم الحب والوئام والوفاء المنقطع النظير .. ما لا تقرأه في كتاب أو تجده فوق تراب .. يلتفون حول طرّاحته .. يحادثونه ويذكرونه بجهوده ثم يمازحونه ويضاحكونه وينصرفون ..

مرة جاءه رجلٌ عليه سحنة الخواجات .. قادم من أستراليا .. كان يسأل عنه ويتشوق للقياه .. فلما لقيه كان بينهما تحاضن عجيب .. فأخبرني أصدقاؤه أنه كان سببا في دخوله في الإسلام في إحدى زوراته لأستراليا .. وأن هذا الرجل أسلمت زوجه وولده بعدُ ..

أخبرني أصدقاؤه برحلة له إلى بلاد الصين في أواخر الثمانينيات الميلادية .. أنه كان في منطقة للمسلمين يتحدث إلى رجلين في سوق المدينة .. يقول الراوي: فاجتمع الناس حوله .. متعجّبين من هيئته وثيابه ولحيته .. فكثر الناس .. وازدحم السوق .. واصطفت الصفوف .. حتى إن الصينيين ركبوا فوق أكتاف بعض الاثنين والثلاثة ليروه .. وهو ما قصد محاضرة عامة ولا خطبة عصماء ..


ومن طريف ما اتفق له .. أنه كان في جولة دعوية ناحية فرنسا وإسبانيا .. معه اثنان من رفقائه .. كلهم شيوخ مسنون .. معتوق وعبد العزيز ودخيل الله .. فدخلوا إسبانيا معهم سائقهم ومترجمهم .. فمر بهم على الجامع الكبير بقرطبة .. الذي أحاله الأسبان إلى متحف .. فدخلوه .. متأسفين محزونين على ضياعه .. كان الشيخ معتوق حديد الطبع شديد العاطفة .. فأدركته غيرة على ضياع المسجد فكبر وصلى ركعتين .. فاقترب منه رجل الأمن في الموقع ينبهه أن المتحف سيغلق أبوابه وعليه الخروج .. والشيخ معتوق مشغول بصلاته لا يجيب .. ورجل الأمن يُعيد عليه وهو لا يرد .. فتدخل عبد العزيز مخاطبا معتوق وهو في صلاته: يا معتوق! خلينا لما نرد فلسطين نتفاهم على هذي ..

وزاره مرة الشيخ "نعمة الله التركي" .. وهو من طلائع المسلمين في اليابان .. وقدماء الدعاة في طوكيو .. طرق باب الدار والشيخ دخيل قعيد في كرسيه فآذناه بالدخول ولمّا نره .. فأتانا صوته عاليا جهْوريا:"سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" .. فظهر لنا شيخٌ مهيبٌ أبيض البشرة واللحية والثياب .. كأنما هو ملكٌ من ملائكة الله .. هبط إلينا من الملأ الأعلى ..

جاءه زائرا ملاطفا أحدُ قراباته يوما .. فابتدره سائلا: "أما تريد الجواز يا عم دخيل؟!" - يريد الزواج بلهجة العامة - .. فأجابه وعيناه تجولان في سقف الحُجرة: اللهم ارزقنا الجواز على الصراط! ..

كان طول حياته يتمثل .. بلغوا عني ولو آية .. يتسامح وسيماه التسامح .. إلا في الدين فلا يقبل أي مساومة .. كان من أشد ما يكرهه التلفزيون .. كان يعده أساس الملهيات والمشغلات .. فقد كان عنده الوقت هو الحياة .. لا تراه فارغا طول عمره .. إلا في شغل أو مصلحة أو ذكر أو عبادة ..

كان واصلا لرحمه .. في جدة وخارج جدة .. محسنا لجيرانه .. ما ترك حيا وانتقل منه لآخر .. إلا واصله جيرانه الأقدمون .. يسألون عنه ويسأل عنهم .. كأنما يبذر بذرة .. فينميها الله .. فتنبت وتكبر .. {وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} ..

هذه نثار من أخبار شيخي .. اللهم اغفر لدخيل الله .. وارفع درجته في المهديين .. واخلفه في عقبه في الغابرين .. واغفر لنا وله يا رب العالمين .. وافسح له في قبره ونور له فيه ..

يا رُبَّ حي رخام القلب مسكنهُ *** وربَّ ميتٍ على أقدامه انتصبا ..

لقد كان الشيخ دخيل الله والدي .. عليه رحمة الله .. توفي في ثالث أيام شوال من عام 1429 ..

هناك 3 تعليقات:

  1. إلى الذاهب الباقي ذهاب مجدّد *** وعند ثرى (أبي) مزارٌ ومعهدُ ..

    خرجتُ لهُ أسعى وفي كل خطوة *** يمينٌ يؤدى أو ولاء يؤكدُ ..

    إلى موئل الأحرار في الشرق كلهم *** إلى قبة فيها الإمامُ موسّدُ ..


    تذكرتُ أبيات "العقاد" هذه وقد قالها حين خرج من السجن متوجها إلى قبر "سعد زغلول" .. تذكرتها وأنا خارج من الحرم من باب "أجياد" غاديا إلى مقبرة "المعلاة" حيث يرقد "شيخي الأول" .. عليه من الله شآبيب الرحمة والرضوان ..

    ردحذف
  2. أسأل الله أنت يتغمد بواسع رحمته الشيخ دخيل الله الحازمي و ابنه الشيخ أحمد دخيل الله الحازمي اللهم اغفر لهم و ارحمهم و أكرم مثواهم

    ردحذف