ردا على قصيدة أحمد شوقي الشهيرة:
رمضانُ ولى هاتها يا ساقي **** مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ ..
يقصد (الخمرة) وأنه حبسها عن نفسه في رمضان!! ..
كتب الدكتور جابر قميحة معارضا القصيدة بنفس القافية والروي:
في وداع رمضان لا يا أمير الشعراء
أ.د.جابر قميحة
رمـضـانُ ودَّع وهو فى الآماق **** يـا لـيـته قد دام دون فراقِ
مـا كـان أقـصَـرَه على أُلاَّفِه **** وأحـبَّـه فـى طـاعـةِ الخلاق
زرع الـنـفـوسَ هـدايةً ومحبة **** فـأتـى الـثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقـرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها **** عـطـرًا على الهضبات والآفاق
ولِـلـيـلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها **** عـن ألـفِ شـهر بالهدى الدفَّاق
فـيـهـا الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا **** حـتـى مـطـالعِ فجرِها الألاق
فـى الـعامِ يأتى مرةً .. لكنّه.. **** فـاق الـشهورَ به على الإطلاق
شـهـرُ الـعبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى **** شـهـرُ الـزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
• • •
لا يـا أمـير الشِّعر ما ولَّى الذى **** آثـاره فـى أعـمـقِ الأعـماق
نـورٌ مـن اللهِ الـكـريمِ وحكمةٌ **** عـلـويـةُ الإيـقـاعِ والإشراق
فـالـنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ **** مـن مـأثـم ومَـجـانةٍ وشقاقِ
لا يـا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ **** مَـن صامَ فى رمضانَ صومَ نفاقِ
فـإذا انـتـهـتْ أيامُه بصيامِها **** نـادى وصـفَّق (هاتها يا ساقى)
(الله غـفـار الـذنـوب جميعها **** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقى)
عـجبًا!! أيَضْلَع فى المعاصِى آثمٌ **** لـيـنـالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
أنـسـيـتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه **** حـينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟
وتـرى الـمنافقَ فى ثيابِ مهانةٍ **** ويُـسـاقُ لـلـنيرانِ شرَّ مساقِ
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى **** رمـضـانُـه فـى زُمْرة الفسَّاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذى **** مـنـع الطعام، وهمه فى الساقى
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها **** وكـأنـه عـبـدٌ بـلا .. إعتاق
الـصـومُ تـربيةٌ تدومُ مع التُّقَى **** لـيـكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى
هـو جُـنـةٌ للنفس من شيطانِها **** ومـن الصغائرِ والكبائرِ واقى
الـصومُ - يا شوقى إذا لم تدْرِه– **** نـورٌ وتـقْوى وانبعاثٌ راقى
واسـمع - أيا من أمَّروهُ بشعره – **** لـيـس الأمـيـرُ بمفسدِ الأذواق
إن الإمـارةَ قـدوةٌ وفـضـيـلةٌ **** ونـسـيـجُـها من أكرمِ الأخلاق
والـشعرُ نبضُ القلبِ فى إشراقِهِ **** لا دعـوةٌ لـلـفـسقِ .. والفسَّاق
والـشـعر من روح الحقيقة ناهلٌ **** ومـعـبِّـرٌ عـن طاهرِ الأشواقِ
فـإذا بَـغَـى الباغى بدتْ كلماتُه **** كـالـساعِرِ المتضرِم .. الحرَّاق
وإذا دعـتْـه إلى الجمال بواعثٌ **** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ
لـكـنـه يبقى عفيفًا .. طاهرًا .. **** كـالـشّـهـدِ يحلو عند كلِّ مذاق
• • •
رمضانُ - يا شوقى - ربيعُ قلوبنا **** فـيـها يُشيعُ أطايبَ الأعباق
إن يـمْـضِ عـشنا أوفياءَ لذكِره **** ويـظـلُّ فـيـنا طيّبَ الأعْراق
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1798&pubid=5&CatID=231&articleid=186922
جريدة المدينة - ملحق الرسالة 12 شوال 1427
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق