مرحبا بالزوار ..

مرحبا بالزوار في مدونتي الأولى .. يسعدني تشريفكم وإطلالتكم .. (خالد الحربي)














الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

مراسم دفن العقل العربي ..

لدي ملاحظة لا تخص أحدا بعينه بل هي لأرباب العقول الفذة والفهوم الخطيرة .. ولأنصب من نفسي متحدثا عن السطحيين والبسطاء وأصحاب الفكر الأحادي:

كل يوم يسطر في منتديات الفكر تأبين رائع للعقل والفكر البائد ..

لست أدري أية عقل أو أية فكر ينعون! ..

لا أدري لم التباكي والتحسر على العقل المكبل والتفكير الأحادي؟! ..

ومطالبتهم لنا بأن تكون عقولنا نوافذ مشرعة كي تتنسم هواء الحقيقة ..

والدعوة للمطبخ الفكري والحوار مع "الآخر" - أموت وأعرف من هو الآخر هذا -..

بمثل هذه العبارات .. ولأنكم أبلغ وأفصح وتملكون زمام البيان - البيان الجديد - بأيديكم وكأنكم تغرفون من بحر.. ونحن - أو "الآخر" - ألسنتنا عيية وكثيرا ما يرتج علينا .. تدلسون علينا وتخلطون شيئا من الباطل مع أشياء من الحق وتكسونها بالأجراس الموسيقية والمحسنات البديعية ثم نتناظر معكم فنقع ونبهت ولا نستفيق إلا بعد ضحكاتكم المجلجلة ..

يزعم زاعم أن هناك من احتكر الحقيقة واستلبها من الآخر.. وأن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة .. كما هم السفسطائيين الأوائل الذين زعموا أن لا حقيقة .. وأن الحقيقة عند كل أحد بحسب ما يراه .. وأنها ليست مقيدة إلا بهوى الإنسان وإشباع نزواته!! ثم انبرى لهم سقراط وصار يناظرهم في أنديتهم ومحالهم فيبدأ معهم بأسئلة تبدو عادية ثم يتسلسل
معهم حتى يوقعهم في تناقض فيضحك عليهم المتجمهرون .. بعدها .. أسس سقراط علم المنطق الذي أفحم وألزم به خصومه من السفسطائيين ..

الحمد لله نحن لا نحتاج سقراط ولا منطقه عندنا قرآن ربنا وسنة رسولنا ناسخة لكل ما قبلها وما بعدها .. يا معشر أرباب الفكر هناك من أعطى العقل أكبر من حجمه .. حتى أكل في عقله مقلب .. قُدس العقل وأُوشك أن يؤله .. كما قرر ذلك كبار الفلاسفة المحسوبون على الإسلام الذين قالوا أن الله هو "العقل الفعال".. لا أمزح .. طالع في كتب العقائد تجد تعريف الفلاسفة لله أنه العقل الفعال ..

العقل تعتوره آفات وملهيات وصوارف: جوع .. خوف .. نعاس .. نسيان .. ذهول .. دهشة .. لا يمكن أبد الآبدين ودهر الداهرين أن يصل العقل بمفرده إلى الحق .. إلى الصواب .. إلى السعادة .. [هناك مناظرة لطيفة بين العقل والنقل في "شرح الطحاوية" حري بقراءتها وتفهمها ولولا التطويل لعرضتها]

كلما نادى أحد بالفضيلة أو إلى تحكيم الشريعة تباكى وتحسر أقوام .. لا أدري بالضبط على ماذا؟!.. يرمون أحدا بأحادية الفكر.. وهم بطريقتهم وهيئتهم قمة في الأحادية - ليس كلهم بل فيهم وفيهم - ..


إذا كانت أكبر العقليات التي مرت على التاريخ كالشافعي مثلا دانت للكتاب والسنة وصح عنه قوله: "إن صح الحديث فهو مذهبي" - أعرف أن البعض يمتعض من هذه الروايات - ..

الغزالي والرازي والخسروشاهي .. ممن درسوا المنطق وحذقوا في المجسطي .. انظر إلى نهاياتهم تر العجب وتزداد إيمانا وتسلم تسليما وتعرف للعقل قدره ..

هذا الكون العظيم الفسيح بكواكبه ومجراته وسماواته وسحبه وجباله أيحيط به فهم أو يدركه عقل؟! .. التطاحن والصراع من عهد آدم إلى يومنا هل نستطيع فك رموزه وتمييز الصائب من الخاطئ والحق من الصواب.. ما لم نحصل على توجيهات وتعاليم سماوية تعرفنا كيف نعيش؟ .. كيف نستنشق الهواء؟! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق